أبريل 20, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قصص حقيقية من فرمان (73) رقم القصة (10)

قصص حقيقية من فرمان (73)  رقم القصة (10) 

الباحث / داود مراد ختاري
وقعت فلذة كبدته (ابنته) من السيارة ولم يلتفت اليها.
والد الطفلة (يافو) حيدر ابراهيم اوسمان السموقى 1979 من مجمع دوكرى ، تحدث لي عن الحادثة قائلاً.
كنت مصلحاً للدارجات الهوائية (البايسكلات) في المجمع، فى الساعة الثانية بعد الظهر، وصل الدواعش الى منطقتنا يوم 3-8-2014،   رايت الناس ينهزمون من مجمع (دوكري) كنت املك سيارة نوع (فاو) تركتها في باب داري، ووضعت المفاتيح بداخلها ومجهزة لعل أحد أن ينقذ عائلته بها، وفعلاً  حدث ذلك، وحملت بسيارة أهل والدي (بيكب دبل قمارة) عشرون فرداً من عوائلنا،  لم يبق احد في المجمع، واتجهنا نحو سنونى لتزويد السيارة بالبانزين راينا سيارات الداعشيين فيها، فاتجهنا نحو الحدود السورية، لم نفلح وعدنا، ثم سلكنا طريق ما بين دهولا و دوكرى، وكانت سيارات الداعشيين ذات الرباعيات وراءنا وترمي علينا بالعيارات النارية، كنت اقود السيارة بالسرعة الفائقة، ولكون الطريق كان ترابياً ومتعرجاً وبالقرب من كوخ المرأة المجنونة (بيرى)  وقعت ابنتي (يافو) ذات اربعة ربيعاً من مؤخرة  السيارة (بودي)، وشاهدتها من المرآة وقعت على رأسها وصرخ ابني (عدنان) وقام بالضرب على السيارة، وبعد مسافة كنت اشاهدها ممتدة واعلمت انها توفيت في الحال او في حالة خطرة جداً لانها وقعت على رأسها، وعندها قلت لو اتوقف واعود اليها سنكون في قبضة الاعداء وسيكون مصير عشرون شخصاً في حالة خطر،  نعم نحن في عصر القرابين، نقدم الاشخاص قرابيناً للأخرين، نعم نحن في عصرٍ نرى فلذات أكبادنا تموت، دون الالتفات اليهم، انه عصر لا يشبه اي عصر آخر، أجزاء من هذا الكون بقوانينهم لايجوز أن تلمس بأذى بسيط للحيوان ، وفي شرقنا الاوسطي، المتوحشون بكل وحشية مقرفة يفترسون بني جنسهم، كأنهم لم يتعايشوا مع البشر يوماً ما، فكيف لنا نحن المساكين من الاقليات نعيش مع هؤلاء اشباه الحيوانات البربرية من حيث الشكل والعقلية والتصرف؟ الغيمة السوداء تلاحقنا ، وصورة  قلما أفرزته مصائب التاريخ. يا للزمن الصعب عندما يتعرض المرء الى مثل هذه المواقف، حسرات في القلب ، وعيون تذرف الدموع ، يا أعدائنا اي قلوب قلوبكم دون رحمة وانسانية ولا تمتلكون الضمير .
واكمل والد الطفلة حديثه: اثناء الحادثة لم أعلم والدتها بما حدث لابنتها، الا في اليوم الثاني، بعد أن وصلنا الى مجمع خانك.
واثناء اللقاء مع والد الطفلة ووالدتها، قصوا لي الحادثة بحصرة وكانوا يندبون حظهم بأنهم فقدوا ابنتهم، دون التفات اليها، وستبقى صورتها والحادثة مدى العمر أمام أعيننا ليل نهار، وستبقى في وجداننا وضمائرنا ، وسنبقى مديونبن لها الى الممات، لاننا لم نستطيع انقاذها، أو جلب جثتها ودفنها حسب ما تقتضي الاصول والاعراف الكونية،  ولكن من جهة أخرى أخذنا قرارنا الصواب بعدم التوقف في تلك اللحظة لاننا كنا في خطر، والاعداء لايرحمون.
وحينما جلبوا لي صورها رأيت إخوتها الصغار يقبلون الصور والدموع تذرف من عيونهم، فبكينا جميعاً على طفولتها وبراءتها والوضع المأسوي لأهلها وأهلنا في شنكال الجريحة، لكل عائلة لديها قصة تراجيدية مؤلمة، وبعض الاحيان لا أستطيع كتابتها.
أيها الاوباش، عندما تقتلون البشر وفلذات اكبادهم دون وازع اخلاقي وضمير انساني، هؤلاء الابرياء سيصنعون التاريخ من جديد وشهاداتهم نبراس للزمن القادم وشمعة مضيئة تنير الدرب الانساني قيماً ومبادءاً وتلاحماً ، فمجداً لكم أيها الشهداء الأبرياء .والخزي والعار لأعداء الانسانية وعقولهم العفنة.
…………………………
ملاحظة: صورتين للطفلة واحدة قديمة والاخرى حديثة، وهويتنها، وصورة لوالدها حيدر ابراهيم السموقي.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi