أبريل 20, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

زهير كاظم عبود: لا وقت للحزن او للبكاء

لا وقت للحزن او للبكاء

زهير كاظم عبود

مر الفرمان الأخير ولم ينته الأيزيديون ، واكتملت المأساة وفصول المجزرة ، واحتلوا مدن الأيزيدية الذين هجروها لعدم توفر السلاح للدفاع عن انفسهم ، مرت المؤامرة ودفع الأيزيديون ثمنها غاليا ، دماء بريئة ووجوه لأطفال حلوين وعوائل تشردت في فيافي الجبال وتحت الصخور ، لاذت بالمدن القريبة دون مأوى ودون طعام أو ماء ، غير انهم باقين ما بقي الزمان .

مر الفرمان الأخير ولا وقت للحزن أو للبكاء فثمة يد لم تزل تحمل السلاح وتبحث عمن ساهم في ارتكاب مثل تلك المجزرة ، ثمة شباب نذروا ارواحهم فداء لكل ارض طاهرة اقام عليها اهلهم ، سواعد نذرت ارواحها دفاعا عن حقها في الحياة ، ينتشرون مثل دبيب النمل ، ينقضون كالصواعق على حشرات آدمية تطلق على نفسها ( داعش ) فتسقيها المر الحنظل .

لا وقت للعتاب ، فقد مضت الفصول سريعة وباهتة ، ومع ان ثمنها غالي ، الا انها جعلت زنود الشباب اقوى ، وبقيت الشموع مشتعلة في قباب لالش ، وبقيت ارادة الحياة قائمة حيث ينتصر الخير والمحبة والأنسان ،  لا وقت للكلام فالمرحلة تتطلب منا ان نعيد ترتيب البيت ، وان نسقي العطاشى ونعيد المنقطعين ، وان نداوي الجراح ونبحث عن كل امل يعيد لنا بناتنا ، وان نؤكد لكل من غير دينه ان القسر والاذعان لا تقبله الشرائع ولا تقره القوانين ، وستبقون ايزيدين حتى العظم لا يتبرأ منكم احد  .

لا وقت للمحاكمات ، اعيدوا للناس ارواحها المسلوبة وسكينتها ، واعيدوا للناس بيوتها المنهوبة ، وارفعوا اعلام الكفاح المسلح والمقاومة الباسلة ، فكلكم جنود ومقاتلين اشداء للدفاع عن شرفكم وعرضكم وارضكم وأموالكم ، لا تسمحوا لداعش ان تبقى فوق ترابكم حتى جثثا وفطائس ، فارضكم مثلكم طاهرة ومعطاء .

مر الفرمان الأخير ونشفت جراحات الأيزيديين ، فلنضمد هذه الجراح ونعيد ترميم الحال ، ونحمي الظهور من الغدر والطعنة الغادرة ، لنفتح العيون والضمائر حتى لا نسمح للعدو ان ينفذ مرة اخرى ، فعدوكم لم يزل يتحين الفرص للانقضاض عليكم بأنيابه ليأكل من لحمكم ، لتكن سواعدكم بنادق وقذائف ترميهم بالموت فيكفرون بأيامهم وزمانهم ، اعيدوهم الى اهلهم مع كل عفونتهم فقد تمكنوا من ان يساهموا بالفرمان الأخير ، غير أن الزمان والمكان كان وبالا عليهم ، لا ترحموهم فلا رحمة مع من يعتدي عليكم ويدنس ارضكم ويريد بكم السوء .

لتكن كلمتنا جميعا مساندة المقاومة والترحيب بكل من يحمل السلاح أو يطلق الكلمة دفاعا عن لالش وسنجار وبعشيقة وبحزاني ، ليكن موقفا موحدا يعزز المحنة والمأساة التي لحقت بالجميع ، فلا وقت اليوم للعتاب او الاتهام ، فثمة ارتال من الهائمين على وجوههم ، والمغيبين في صخور الجبل ، والمشردين تحت سقف بنايات غير مكتملة والشتاء على الأبواب ، ثمة أسيرات ينتظرن فك اسرهن وتحريرهن ، وثمة من يريد ان يغادر المنطقة خشية من طعنات غادرة اخرى .

ضعوا ثقتكم بالمقاتلين وعززوا مواقفهم وساندوا انتصاراتهم ، وتزاحموا على حمل هذا الشرف الذي لن يتكرر قريبا ، عليكم أن تكونوا جميعا كتلة واحدة وموقفا واحد وجبهة واحدة وبندقية واحدة ، امسحوا دمعات الاطفال ولكن لا تسمحوا لأحد ان يبكي اليوم او يحزن فأنتم ستبقون حتما .

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

١ تعليق

  1. ناريمان دناني

    اخونا العزيز الأستاذ الفاضل زهير المحترم

    كلماتك لالئ ودرر لمن يقراها ويفهمها ولكن من يعمل بها ؟؟؟؟ مع الأسف لااحد لان الكثيرين من المتمكنين

    في المناصب والقيادات منشغلون بمناصبهم وكيفية الارتقاء منها او المحافظة عليها من الزوال ولكن يجب ثم

    يجب ثم يجب ان تنتبهوا كما يحدثنا الأستاذ زهير الى هذه الأمور الأساسية والمهمة لانها متعلقة ببقائنا او

    ابادتنا مرة أخرى لانهم أناس ساقطون وحملوا السلاح لغاية الأموال والمخدرات التي مدمنين عليها فلا يهمهم

    حتى لو قتلو ابوهم …المهم هي الا موال.. نشكرررررررررررررررررك كل الشكر على اهتمامك بنا ووفقك

    الله وعائلتك من كل اذى ومكروووووووووه

    ناريمان دناني

    الرد

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi