أبريل 16, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

سالم مشكور: أنقرة لن تحارب “داعش”

أنقرة لن تحارب “داعش”

سالم مشكور

مسؤولو إقليم كردستان منزعجون من الموقف التركي حيال خطر “داعش” على الاقليم (ليس على العراق)، لكنه لم يكن الموقف التركي الاول الذي يثير الكثير من الاسئلة حول حقيقة الموقف التركي منها، أو بالاحرى مدى علاقته بها، فمنذ دخول مسلحي هذه المنظمة الارهابية الحدود العراقية واستيلائهم على الموصل ومناطق أخرى، دارت الشكوك حول الموقف التركي ودوره في ما جرى. في أنقرة صدر أمر قضائي بمنع تداول أية أخبار عن “داعش”، برره البعض بالخوف على “الرهائن” الاتراك الذين كانوا موجودين في القنصلية التركية والبالغ عددهم تسعة واربعين شخصا، رغم ان السكوت التركي كان سائدا قبل الاحتجاز. شكوك أثارها البعض حول حقيقة ما جرى وأسئلة أثارها الكثيرون حول سبب اطمئنان أنقرة على مصير القنصلية عند دخول “داعش” وعدم إفراغها من موظفيها ومن الوثائق الموجودة فيها فور أو بعيد دخول مسلحي “داعش”.

ليست الشكوك والتحليلات هي وحدها التي تثير الشبهات حول الدور التركي، فقد شنت الصحف المعارضة انتقادات للموقف الحكومي من “داعش” فصحيفة “زمان”  تساءلت عن سبب بقاء الحكومة صامتة على الأخبار التي تتناول تركيا في الغرب، ومن ذلك فتح مكتب في منطقة محمد الفاتح في اسطنبول لتنسيق وصول المقاتلين الأجانب الذين سينضمون إلى “الدولة الإسلامية!”، ولماذا لم يخرج أي مسؤول تركي، حتى قبل احتجاز الرهائن الأتراك، ليقول “بالنسبة لنا تنظيم (داعش) إرهابي، والمزاعم عن دعم تركيا له غير صحيحة”؟. وما هي صلات التنظيم داخل تركيا وعبور الحدود؟ ولماذا بقيت تركيا صامتة على المجازر ضد التركمان في العراق حيث إن “حزب العمال الكردستاني”، الذي تصنفه أنقرة إرهابياً، هو الذي تصدى لتنظيم “داعش” دفاعاً عن التركمان؟ ولماذا تأسس معسكر في “غازي عينتاب” للمقاتلين القادمين من الخارج ليعبروا من بعد إلى سوريا للالتحاق بالتنظيم من دون رقابة؟.

الاسبوع الماضي أعلنت قوات “البيشمركَه” انها ضبطت كميات من الذخيرة التركية في مقرات “داعش” التي استولت عليها. معلومات استخبارية تقول ان أغلب هؤلاء المسلحين تم إدخالهم من الاراضي التركية مباشرة بعد ان خضعوا للتجهيز والإعداد، وفي حال صحتها تكون أنقرة متورطة مباشرة في ما جرى، فيما تظل الشكوك قائمة حول ملابسات احتجاز طاقم قنصليتها التي تقول معلومات ان المسلحين قاموا بنقل كميات كبيرة من الوثائق منها الى جهة مجهولة.

آخر المواقف التركية في هذا السياق هو قرار حكومة داوود أوغلو عدم المشاركة في “حفلة” الحلف التي تتزعمه الولايات المتحدة لمواجهة “داعش”، إلا بدعم إنساني، فتركيا هنا تكرر موقفها غير المتعاون مع حليفتها واشنطن الذي اتخذته قبيل الدخول العسكري الاميركي للعراق سنة 2003 عندما رفضت السماح باستخدام أراضيها من قبل القوات الاميركية. والغريب ان هذا الموقف يتكرر رغم تكرار التعبير عن الندم على ذلك الموقف الذي يرى فيه مسؤولون أتراك انه حمل لتركيا خسارة كبيرة، وهي خسارة حاولت انقرة ان تعوضها فيما بعد بتدخل سافر في الساحة السياسية العراقية، سواء باستضافة جهات رافضة للتغيير من أمثال مجموعة حارث الضاري، ومؤتمرات طائفية تحريضية، أو بدعم تأسيس جبهة سنيّة واحدة قبيل انتخابات 2010 وصولا الى التوغل السياسي في إقليم كردستان وتشجيعه على التمرّد على بغداد والتحرك نحو الانفصال عنه.

يقول قره غول رئيس تحرير صحيفة “يني شفق” الموالية لحزب العدالة والتنمية  إن “الجميع يضغط على تركيا للقيام بعملية برية عسكرية عبر الحدود التركية، حيث لا إمكانية لذلك من دون تركيا. يريدون من تركيا أن تحارب، ليقوموا هم بجني ثمار الاستعمار. يريدون لتركيا أن تحارب وفي الوقت ذاته ألا تتدخل في الشأن العراقي”، معتبرا أن “فخاً يُنصب لتركيا، وبذريعة (داعش) يريدون إلقاء تركيا في نار الحرب الجديدة”

وإذا كان عدم ضمان حصة أنقرة في الكعكة العراقية هو من أسباب – وربما السبب الرئيس- وراء عدم المشاركة في أي جهد عسكري لمحاربة “داعش”، فان السؤال يبقى ماثلا: هل يستمر الدعم التركي اللوجيستي لـ”داعش” سواء كانت “داعش” السورية أو العراقية، وهل ستفعل ذلك خلافا لرغبة واشنطن والاتحاد الاوروبي الذي لا تزال أنقرة طامحة لعضويته؟.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi