مارس 28, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قصة رقم (6): زيتون خليل تنجو بنفسها من قبضة الداعشيين

قصة رقم (6): زيتون خليل تنجو بنفسها من قبضة الداعشيين

داؤد ختاري
زيتون خليل جتو، تولد 1991، كرعزير، تحدثت عن قصتها مع الدواعش قائلة: كنا في دار ومزرعة  عمي (بركات محمود) في نهاية كرعزير، عند السيطرة القادمة من شنكال، تجمعنا  (12)عائلة هناك، يوم 3- 8، في الساعة الثامنة صباحاً ، هاجموا علينا الداعشيين بسيارة وكان عددهم (7) أشخاص، رجالنا رفعوا الرايات البيضاء، قالوا لنا لا تخافوا، على الرجال أن يسلموا الاسلحة التي بحوزتهم، والموبايلات الموجودة لديهم ، تم تسليمهم الاسلحة والموبايلات، ثم طلبوا منا النقود والذهب، لقد سلمناهم النقود والذهب، ثم قالوا على النساء كبار السن الدخول الى إحدى الغرف، والنساء ذات أقل من اربعين سنة مع البنات في غرفة أخرى، لان لدينا حديث مع الرجال، نفذنا أوامرهم ما طلب منا، بعد ربع ساعة دخلوا ثلاثة من رجالنا في غرفة ، وبقى ثلاثة آخرين في باحة الدار (الحوش)، وسابعهم بالقرب من السيارة، لم تمر فترة نصف ساعة ، أطلقوا العيارات النارية على أحد رجالنا القريب من سيارته، ثم دخلوا الغرفة الاخرى وسمعنا صوت العيارات النارية من الغرفة وصرخات رجالنا فيها، فالنساء جميعهن يصرخن في الغرف المسدودة، ثم أطلقوا النار على بقية رجالنا  الاخرين في باحة الدار، لكننا لم نعلم بمقتلهم، صعدونا في سياراتنا، الى سيبا شيخدر في مركز الشرطة، كان العدد هائلاً من الناس، وكانت هناك جريحة ومعها طفلها الجريح أيضاً، تألمت لموقفها، وماذا عساي أن أفعل، واني أحمل نفس الهم والغم،  أقتادونا نحن الفتيات والنساء الى البعاج بواسطة باصين نوع (كوستر) وقلاب، وفي الساعة الحادية عشر وصلنا الى بعاج وعددنا كان يقدر بمئائة فرد، ارادوا منا تناول الغداء لكننا رفضنا تناوله، وفي الساعة ( 12) ظهراً، تم تحويلنا الى الموصل بواسطة سيارات (الكوستر)، وضعونا في قاعة كبيرة بالقرب من الغابات (قاعة الاعراس ذو طابقين)، بعد ثلاثة أيام تم تحويلنا الى قاعة تحت الارض لا نرى الشمس، كان الاكل قليلاَ كنا نتضور جوعاً، يطالبنا بالاستسلام الى دينهم، وكان الباب مقفلاً،  وعندما كان يأتي احد الامراء يختار الحسناوات، في يوم 11- 8 انتحرت فتاتين بواسطة مناديلهن ، وفي الساعة (12) ليلاً، تم تحويلنا الى القاعة السفلى، لان في القاعة الاولى كانت تلك على مرأى ومسمع الناس،  وضعوا النفط الابيض  بالماء في الحمام ، من تستحم تصاب بالحساسية ومن لم تغتسل تصبح قذرة، كان أحد حراسنا اسمه (احمد سنجاري) من أكراد المسلمين في سنجار، وبقينا (11) يوماً، بعدها تم عزل النساء عن الفتيات، تم تحويل الفتيات الى قاعة اخرى، لكني بقيت مع النساء لان زوجة ابن عمي كانت حاملة ومريضة لذا بقيت عندها، في كل يوم كان الداعشيون يأتون ويأخذون الفتيات بالقوة، وكان عدد الفتيات حينها (700) فتاة، وفي كل مرة حينما يأتي أحد امراء الداعشيين كان الامير المسؤول علينا يقول : كان العدد 700 وبقى كذا عدد، وعملية التسليم كانت تتم تحت ضرب بالسوط (قامجي) وقبضة المسدس على الرأس والضرب على الجسم، لانهن يرفضن بأخذهن، ولن تبقى منهن الا (15) فتاة ليست بالجمال المطلوب، لم يرضى بهن احد، بعد (11) يوم تم تحويل النساء الى تلعفر وأنا مع 20 فتاة أخرى الى البعاج، أكثرهن معوقات، وبقينا ثمانية أيام وفي البعاج انتحرت (جيلان برجس)، قبل يوم بانتحارها أخذوا اثنتان من صديقاتها وقالوا لها تهيئي للشخص الفلاني فقالت ساذهب الى الحمام، وفي الحمام انتحرت، وبقينا في البعاج (8) أيام بدون كهرباء مع قليل من الاكل، كانت في ذلك الدار اربعة غرف وكل غرفة تستوعب عشرين فتاة ، بعدها تم تحويلنا الى تل بنات، كتبت اسمي بدلا عن (جيلان الشهيدة) ، لذا قادونا الى مجمع (تل بنات)، وبقينا يومين، وكان هناك اعداد من العوائل في مجمع (تل بنات)، ثم تم تحويلنا الى تل قصب، كنا (27) فتاة، وكنت أطبخ للفتيات من ارزاق ذلك البيت ، وكان الداعشيين يأتون ويأخذون منهن كل يوم، وحينما بقينا (عشرة) جاءنا واحد اسمه (أبو كرم) كان من أهل الموصل، وقال لابد  وان تأتوا معي انتن ثلاثة أخوات (غالية، جيهان وجيلان) ، سأبيعكن الى (ابو خالد) وهو ايزيدي، داره مقابل مستشفى شنكال، وسيحولكم الى الجبل،  انتن امانتي، صدقتاه، فقلت له لابد ان نذهب معك، أخذنا الى قرية (تل قصب القديمة) وكان معه صديقه (ابو عباس) داعشي أيضاً، قال ( ابو كرم) بعد تناولهم الرقي والبطيخ،  سأخذ غالية الى الموصل وعليكن انتِ وجيهان ان تذهبا مع (ابو عباس)،  لكننا رفضنا ، قلنا له لماذا خدعتنا، فضربونا بقبضة المسدسلت، غلق الغرفة على غالية ، انا وجيهان مقيدان بالسلاسل وقالوا سنودعكم الى السجن، اخبروا (ابو انس) الداعشي الذي تزوج احدا بناتنا الايزيدية رغماً عنها، عليك ان تجلبهما عندك في الحاتمية، بقينا ليلة، ثم عادونا الى تل قصب ثانية، وهناك قبل أن تغار الطائرات أنا وبنت (عزير لالو) هربنا، ومشينا يومين بلياليها، كنا نشاهد الجبل من بعيد ونتجه اليه، لا دليل لدينا سوى ذلك الجبل الشامخ، ونجهل اي طريق أو مكان كي نسلكه نحو بر الامان، يومين من الخوف والعطش والجوع والمصير المجهول، الى ان وصلنا الجبل في يوم 11/ 9/ 2014 وانها ولدت من جديد.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi