أبريل 20, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

كلمة الشيخ شامو امام البرلمان الهولندي

كلمة الشيخ شامو امام البرلمان الهولندي
القى السيد شيخ شامو، النائب في برلمان اقليم كوردستان، ورئيس الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي كلمة امام البرلمان الهولندي بتاريخ اليوم الاربعاء المصادف 10/9/2014، وادناه نصها:

شكرا لهذه الفرصة والاستضافة
بداية من المهم أن أقدم لكم نبذة عنا نحن الأيزديين وتاريخ الأيزيدية.
الواضح من لغة وتاريخ وجغرافية وانتماء ووجود الأيزديين هو أنهم يشكلون الجذور القديمة من أصل الشعب الكوردي الذين ظهروا في منطقة ميزوبوتاميا (كوردستان اليوم).
وجلي أيضا من تاريخ عقيدة الأيزديين هو أنه دين قديم وعريق ظهر في الشرق منبع الحضارة.
فعندما نسلط الضوء على المراسيم والأعياد والمناسبات التي مازالت باقية في المجتمع الأيزيدي إلى يومنا هذا، يظهر لنا بوضوح أن جذورها ترجع إلى مراحل ما قبل الميلاد، حيث كانت تقام عند الشعوب القديمة في المنطقة وميزوبوتاميا، مثل السومريين، والبابليين، والأشوريين، والميثرائيين.
وهناك أمثلة على ذلك، مثلا عيد رأس السنة الأيزيدية (سه رسال) الذي يصادف اول الأربعاء من شهر نيسان حسب التقويم الشرقي. *
العقيدة الأيزيدية على مر تاريخها مرت بمراحل عديدة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
-المرحلة الأولى: في بداية نشوئهم كان الأيزيديون أكثر ارتباطا بالطبيعة، وكانوا يقدسون الظواهر المرتبطة بها، وجعلوا لكل ظاهرة منها (خودان- إله). مثل إله الشمس، إله القمر، أله الخصوبة، إله الموت…الخ.
– المرحلة الثانية: في هذه المرحلة آمن الأيزيديون بوحدانية الله، مع الاحتفاظ بقدسية القوى الطبيعية، وهناك نصين من النصوص الأيزيدية المقدسة يشيران الى أن هذه المرحلة بدأت في زمن إبراهيم الخليل.
– المرحلة الثالثة: تبدأ هذه المرحلة بقدوم شيخادي إلى لالش (1111-1162) ميلادية، كمصلح او كمجدد للديانة، حيث قام بالكثير من الإصلاحات في الديانة الأيزيدية وأضاف إليها أفكار ورؤى جديدة، وحاول في تلك المرحلة حفظ العقيدة الأيزيدية في أطار التصوف والعرفان.
إن حجم التشويه والضياع في تاريخ الكورد الأيزيديين كان أكثر بكثير مما حصل للتاريخ الكوردي بصورة عامة، فقد دمر وشوه تاريخهم مرة ككورد ومرت أخرى كأيزيديين.
والمصادر التاريخية لم تتحدث عن الأيزديين إلا عندما أصدرت الفرمانات وجهزت الحملات للقضاء عليهم، تأثير هذه الحملات وما تعرض له الأيزيديون من ظلم وجور وإبادة جعلهم يفقدون الأمل بحياة آمنة مستقرة.
وبالإضافة إلى كل ما حصل للأيزديين فان نظام صدام حسين صب جام حقده وكراهيته وإجرامه على مكونات الشعب الكوردي والأيزيديين من ضمنهم حتى سقوط هذا النظام عام 2003.
وبسبب هذه التاريخ التراجيدي الذي عاشه الايزيديون فأن تعدادهم اليوم في كوردستان والعالم لا يتعدى المليون نسمة، ويبلغ عدد أيزيديي كوردستان حوالي 600 ألف شخص فقط.
يبدو أن قدرنا نحن الأيزيديين كانت جغرافيتنا، في انتفاضة 1991 تحرر من الأيزيديين 10% فقط، و90% منهم تحرروا عام 2003.
مرة أخرى ومن أجل الفوز في القضايا القومية والمصيرية أصبح الايزيديون كهلال إستراتيجي حول حدود محافظة نينوى مع المكونات الأخرى مثل (الأخوة المسيحيين والأخوة التركمان، والأخوة الشبك، والأخوة الكاكائيين) وكانوا من العوامل الرئيسية في جميع المواقف والانتخابات على مستوى محافظة الموصل للحصول على نتائج جيدة للتحالف الكردستاني في المناطق المشمولة بالمادة 140 خلال الـ11 عاما الفائتة.
في كوردستان الحرة عمل ونضال الأيزيديون في مؤسسات إدارية وسياسية واجتماعية ومدنية كان لها اعتبارها، وكنا نستذكر ذلك التاريخ الأسود قبل الثورات القومية كعبرة لبناء مجتمع حضاري وخاصة في منطقة سنجار، شهد أهلنا خلال الـ11 عاما الفائتة تقدما ملحوظا في مجمل جوانب الحياة، وتحمل مسئولية أمن وأمان منطقة سنجار كانت على عاتق قوات البيشمركة.
بعد قدوم داعش وسيطرته على الموصل قي 9/6/2014، اصبحت كل المناطق المشمولة بالمادة 140 مجاورة لعصابات داعش، وانتشرت قوات البيشمركة وبأمر من الرئيس مسعود البارزاني والقيادة الكردستانية على كل الحدود، لكن دبّ الخوف في نفوس الناس لأنهم أيزيديون ولهم عقيدة مختلفة، وإذا ما وصلت أليهم يد دولة داعش الإرهابية المجرمة فستحدث كارثة كبيرة، ولكن وأسفاه فهذا ما حصل، ففي يوم 3/8/2014 وعندما هاجمت قوات داعش المجرمة جميع مناطق سهل نينوى وغربي نهر دجلة، انسحبت قوات البيشمركة، وسنجار محاطة بالعرب من الجهات الأربعة، وهذا يعني أنها ساقطة في حالة (تغير موازين القوى)، وهذا ما حدث.
الانهيار العسكري في منطقة زمار التي تقع قبل سنجار والقريبة من حدود محافظة دهوك، وتهديد تفجير جسر سحيلة من قبل داعش كان له التأثير الكبير على معنويات البيشمركة المكلفة بحماية سنجار، بالإضافة إلى دعم عرب المنطقة لداعش.
التعامل مع وجود داعش لم يكن موفقا أيضا حيث تم التعامل معهم على أساس أنهم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق وهم قلة قليلة وتسليحهم سيئ.
ولكن الذي حدث أظهر أنهم دولة منظمة وتملك أسلحة ثقيلة وهذا هو سبب انهيار خطوطنا الدفاعية الضعيفة.
أستطاع أهالي سهل نينوى ان ينقذوا نفسهم، ولكن مع الأسف وبسبب بعد منطقة سنجار عن دهوك بمسافة 200كم وجغرافيتهم المحاطة بالقرى العربية أصبحت سنجار صيدا سهلا لداعش بعد أن تخلى بعض ممن كانوا يقودون البيشمركة ولم يكونوا بمستوى تاريخ وصمود البيشمركة عن المسئولية الملقاة على عاتقهم.
وهذا ما حصل لأهلنا حيث أستطاع فقط 30% أن ينقذوا أرواحهم ووصلوا الى منطقة دهوك، ولكن 70% من عوائل منطقة سنجار احتجزوا في الجبل.
أيها السادة
إن القصص والحكايات التراجيدية والجرائم التي ارتكبت ضد أهلنا كثيرة، ولا يكفينا الوقت لسردها، الإحصاءات حول إبادة أهلنا غير متوفرة لدينا بدقة، لا عدد ضحايا الإعدامات الجماعية، ولا عدد من تم أسرهم، ولا عدد النساء البريئات التي تم المتاجرة بهنّ، ولا عدد الذين لقوا حتفهم، بالإضافة إلى نهب أموال وممتلكات جميع أهالي سنجار بصورة عامة، فقط أستطيع أن أعطيكم لحضراتكم رقم تخميني، وهي كالأتي:
لدينا أكثر من 3000 قتيل من الأطفال والنساء والرجال، وأكثر من 6000 مخطوف من الأطفال والنساء والرجال.
مثال حي من الإبادة الجماعية هو قرية (كوجو)، كانوا 1500 شخص، تم قتل نحو 400 رجل واسر النساء والأطفال.
بعد تأمين الطريق من قبل البيشمركة، الناس الذين رأوا الموت بعينهم وأنقذوا أرواحهم فقط يبلغون حوالي 350 ألف شخص أصبحوا ضيوفا او نازحين في منطقة دهوك، وبذلك أصبح هناك حملا ثقيلا على حكومة الإقليم، لان جميع مناطق المادة 140 من سهل نينوى وغرب دجلة توجهوا إلى دهوك، وعددهم 700 الف نازح، ويقاربون عدد سكان دهوك حسب معلومات محافظة دهوك.
شكرنا الجزيل للجماهير الشريفة في منطقة دهوك بأقضيتها ونواحيها ووحداتها الإدارية، وأخوتنا الكورد المسلمين من الشخصيات الدينية والأجتماعية والتجارية والخيرين والمؤسسات الحكومية والسياسية لقيامهم بالواجب تجاه أهلنا النازحين، أيضا كان محل فخرنا وصول مساعدات برلمان إقليم كوردستان إلى النازحين.
لقد أصبحت كارثة سنجار الباب الذي توجه العالم عبره لنجدة كوردستان ومن خلال رسالة الرئيس البارزاني الى أمريكا والامم المتحدة ومجلس الامن وأروربا ودولا أخرى من أجل الدعم العسكرى والمساعدة الانسانية وأنقاذ كوردستان من هذا الهجمة الخطيرة، لقد ظهر أن لكوردستان أصدقاء مخلصين، ولن تتحقق أحلام الأعداء بعد الآن.
صحيح أن داعش ارتكبت واباحت إبادة سنجار تحت غطاء الدين، ولكن وللأسف أن العرب الذين كانت لهم صداقة قوية مع أهالي سنجار تحالفوا مع داعش وصبوا كل حقدهم وكراهيتهم على أهالي سنجار وعلى الأغلب حدث ذلك بسبب كوردستانية سنجار.
أيها السادة
رسالتنا إلى حضراتكم المحترمين هي أن أخطر إبادة في تاريخ الأيزيديين وفي هذا العصر الحديث وبوجود كوردستان حرة حدثت لنا، وأصاب أهلنا كارثة كبيرة، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تفرغ سنجار بالكامل من أهلها، هذا الظلم الكبير جعل أهلنا يفقدون الثقة بأنفسهم وبالآخرين الذين حولهم، جراح أهلنا عميقة وخطيرة لهذا نقول إن معالجة وشفاء هذه الجراح ليس بالأمر الهين، ونحن بحاجة إلى مساعدة ودعم دولي وكذلك دعم من حضراتكم.
وأدرج هنا مطالبنا في عدة نقاط:
1- من اجل اعادة زرع الثقة في نفوس أهلنا وحتى لا يهاجروا إلى أوربا والعالم، فان إقليم كوردستان بحاجة إلى المساعدة الدولية ومساعدتكم من اجل القضاء على إرهابيي داعش وتحرير مناطقنا منهم واعادة إرساء الأمن والأمان في هذه المناطق لكي يعود أهلنا إلى ديارهم.
2- القيام بمحاولات جدية من اجل إنقاذ العوائل التي مازالت أسيرة بيد داعش.
3- نطلب دعمكم لمشروع برلمان وحكومة كوردستان لانجاز بحث دولي حول كارثة سنجار، والتصديق رسميا عليها كإبادة جماعية (جينوسايد)، وتعريف العالم بأكبر جريمة ضد الإنسانية في هذا العصر اصابت أهلنا.
ومن خلال النقاط الثلاث التالية، يظهر وبشكل مؤكد أن الإبادة الجماعية الـ (جينوسايد) حدثت لنا نحن الكورد الأيزديين:
أ- قيام إرهابيي داعش وحسب المادة ستة الفقرة (أ) من النظام الأساسي لمحكمة جرائم الحرب الدولية، بارتكاب عمليات القتل ضدنا نحن الكورد الايزديين عن طريق الإعدام الجماعي والقتل خارج أطار المحكمة، حيث قتل المئات من الكورد الأيزديين وبوسائل مختلفة وكان بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
ب- قيام إرهابيي داعش وحسب المادة ستة الفقرة(ب) من النظام الأساسي لمحكمة جرائم الحرب الدولية، بارتكاب الإبادة الجماعية الـ (جينوسايد)، وذلك عن طريق التعذيب الجسدي والنفسي لنسائنا ورجالنا وشيوخنا وأطفالنا نحن الكورد الأيزيديين، من دون أن يقترفوا ذنبا، والسبب الرئيسي كان لأن قوميتنا كوردية، وديانتنا أيزيدية.
ج- ضرب إرهابيو داعش المادة ستة الفقرة (ج) من النظام الأساسي لمحكمة الجرائم الدولية عرض الحائط بإجبارهم عدد كبير من أهلنا للعيش في أوضاع مأساوية، بهدف القضاء عليهم.
وبسبب هذه الهجمة الوحشية لإرهابيي داعش أضطر أهلنا إلى اللجوء إلى الجبل، ولعدم وجود المقومات الأساسية للحياة فقد عدد كبير منهم وخاصة من النساء والأطفال حياتهم، اللجنة القانونية الدولية تحدثت عن ذلك، وتشير بان التهجير الجماعي لأفراد مجموعة ما تعد بمثابة إبادة جماعية (جينوسايد) حسب الفقرة (ج) من المادة الثانية للمعاهدة الدولية الخاصة بمنع الإبادة الجماعية (جينوسايد) ومعاقبة المنفذين لسنة (1948)، إذا ما كان القصد من هذا العمل هو إبادة قسم أو جميع أفراد هذه المجموعة.
4- لأنه وعلى مدى (11) عاما بقي مصير مناطقنا معلقا، كان ينبغي على المجتمع الدولي الضغط بشكل جدي على حكومة بغداد من أجل إعادة مناطق المكونات الدينية والقومية الى حضن إقليم كوردستان حسب المادة 140 من الدستور العراقي لأن هذه المناطق كوردستانية.
5- تخصيص قوة حماية دولية للمكونات الكوردستانية عامة من أجل حماية حدود سنجار وجميع المكونات الكوردستانية لأن هناك تهديدات مستمرة على مناطقهم أذا بقيت داعش أو لم تبقى.
6- تقديم المساعدة المادية والمعنوية عن طريق حكومة إقليم كوردستان لأهلنا النازحين، لأن العبء كبير جدا على الحكومة، وبسبب الأعداد الكبيرة للنازحين فأن توفير احتياجاتهم أصبحت فوق امكانية حكومتنا، وهم الآن يعيشون في أوضاع صعبة وقاسية للغاية، وللأسف فأن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها لم تقم بواجبها كما يجب.
7- دعم إقليم كوردستان عسكريا يتطلب تزويده بالأسلحة الثقيلة والمتقدمة، فهو يواجه دولة إرهابية أصبحت خطرا على أمن العالم بأجمعه.
8ـ كما ذكرت لكم سابقا، فقد تعرض الايزيديون الى عمليات جينوسايد عديدة عبر تاريخهم الطويل ، لكن ما يميز الحملة الوحشية الاخيرة التي نعيش تفاصيلها حاليا، هي عمليات التهجير القسري للايزيديين، حيث ان مدينة شنگال والمجمعات والقرى التابعة له اصبحت خاوية تماما من سكانها الايزيديين، ولاول مرة في تاريخنا تصبح اراضي شنگال تخضع كليا لسيطرة من قام بالعدوان، وهذه سابقة اولى من نوعها، لذا فاننا نرى انه في حال عدم تنفيذ المطاليب التي ذكرناها اعلاه، وعدم تحرير قضاء شنكال بالكامل، فان الايزيديين يقفون امام مصير ومستقبل مجهول، وربما ليس امام اهل سنگال سوى اللجوء الى طريق الهجرة الى خارج الوطن.
وفي الختام انحني بقامتي للأرواح الطاهرة لأعزائنا وأهلنا الأبرياء الذين استشهدوا على يد الإرهابيين الكفار، وأصبحوا فداءا لأرضهم ودينهم وقوميتهم، وكل شهداء الإنسانية الأبرياء في العالم.
مع احترامي تقديري

شيخ شامو شيخو نعمو
عضو برلمان كوردستان

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi