أبريل 19, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

حسن الخفاجي: عراقيون يفوزون بأغرب مسابقة

عراقيون يفوزون بأغرب مسابقة

حسن الخفاجي

لم يجد القائد الانكليزي الذي دخل إلى العراق في العام ١٩١٧  تفسيرا لاستحمام احد العراقيين في نهر دجلة ومن ثمة دخوله  إلى النهر بكامل ملابسه مرات متعددة. سأله عن طريق المترجم عن تفسير  لما عمله أجاب العراقي: انه كلما استحم وخرج وقع عليه شيئا من رذاذ ماء يتطاير من كلب مبتل  قريب منه .

من إجابات العراقي عرف القائد الانكليزي ان المسلمين يتنجسون من التعامل المباشر مع الكلاب.

فكر مليا وقرر إجراء سباق جري للكلاب ، حدد يوما لإجراء السباق  ومنح مبلغا  ماليا للمشاركين ، قرر منح أصحاب الكلاب الفائزة بالمراكز المتقدمة  مبالغ إضافية.

 

في اليوم المحدد للسباق فوجئ بكثرة أعداد المشاركين ، فوجئ أيضا بعدما شاهد الشخص الذي  صادفه على النهر والذي كان يتنجس من رذاذ  الكلب يحمل كلبا على رقبته !.

اقترب منه  شاهد لعاب الكلب على ثيابه ، سأله : “هل رذاذ الكلب   حرام ولعابه حلال” ؟.

لم يجد العراقي  جوابا  على مأزقه ابلغ من الصمت !.

 

حدث ذلك قبل قرن تقريبا ، أما اليوم فان بعضا من العراقيين يشاركون وبمجاميع كبيرة بأنجس وأتعس وأسوء واغرب مسابقة وهي مسابقة التشفي والشماتة.

ما تبثه الفضائيات الطائفية وحتى بعض فقرات القنوات الرسمية ، وما يقوله الساسة الطائفيون  ، أسس واسهم بانتشار ثقافة الفرقة والتشفي والشماتة .وهؤلاء وان كانوا أساس البلاء ، فإننا سنأخذ عينات مما يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي ، هذه العينات العشوائية تمثل رأي البعض من كل مكونات الشعب العراقي.

 

في نظرة بسيطة  على مواقع التواصل الاجتماعي تجد ان الشماتة والتشفي علامة بارزة  في اغلب ما يتم التداول به من أفلام وأخبار وتسمع وتقرأ التعليقات عليها .

أفلام صورها البيشمركة لانسحاب الجيش من الموصل  مع تعليقات شامته ومتشفية  بالجيش والحكومة..

يقابلها أفلام لانسحاب البيشمركة من  سهل نينوى ، هذه الأفلام مصحوبة بتعليقات  شامتة ومتفشية بالبيشمركة.

أفلام لدمار وقتلى وتهجير من المدن الشيعية  مصحوبة بتعليقات اقل ما يقال عنها إنها  لا تصدر إلا من أعداء.

تقابلها أفلام لمدن سنية دمرها الدواعش فيها تعليقات ليست اقل سوء من صاحبتها ، من يقال عنهم معتدلون علقوا قائلين: ” اللهم اجعل بأسهم بينهم!. “

حتى وصل الأمر إلى ساسة من الصف الأول والناطقين باسمهم وكوادرهم الإعلامية بالتشكيك بالانتصارات الأخيرة وكل فئة تحسب الانتصارات على إنها انجازات خاصة بها وليست ملكا ومكسبا لكل العراقيين.

 

من بعض الساسة والإعلاميين الأكراد سمعنا:” ان البيشمركة لوحدهم  وبالتعاون مع الطيران الأمريكي حرروا سد الموصل” ، في حين سمعنا من الفريق قاسم عطا رواية مغايرة !.

 

شاهدنا أفلاما صورها جنود الفرقة الذهبية في سد الموصل قالوا فيها :”أنهم لوحدهم  حرروا سدة الموصل  وسلموه بعد تحريره إلى البيشمركة “.

هذه التناقضات وان ظن البعض إنها بسيطة لكنها تسهم بتسميم الأجواء وتزيد من الفرقة والتناحر.

 

شمتوا بالايزديين  بسبب مواقف سابقة للنائب فيان دخيل، وشمت البعض بما حل بالتركمان الشيعة نكاية ببعض ممثليهم.

مثلما شمتوا بالشيعة والسنة والأكراد والمسيحيين  من قبل .

 

كل مكونات المجتمع العراقي منكوبة وسفهاء المكونات لا يملون من نشر الفرقة والتشفي والشماتة والتناحر .

وكأن جميع هؤلاء يشتركون في مسابقة “لطيحان الحظ” الفائز فيها مهزوم .

علما ان كرة اللهب لا تفرق بين الرؤوس ، والفرقة والشماتة والتشفي لا تخدم إلا الدواعش وأعداء العراق الواحد.

 

العمل على نشر ثقافة المواطنة ولانتماء للعراق دون غيره من المسميات الطائفية والقومية والمناطقية كفيل بالإسهام في الحد من التباغض والحقد والطائفية  ، عزل وفضح الساسة  الطائفيين يساعدنا على بناء وطن خالي من ارث صدام ومن جاءوا بعده وساروا على دربه.

 

المواطن العراقي أسهم بإصراره على اختيار القوائم الطائفية والقومية وأدار ظهره للقوائم  ذات التوجه الوطني ، “زاد الطين بله”

.

أملنا كبير بالوطنيين من الساسة والإعلاميين والمثقفين لدرء خطر ثقافة الفرقة والتشفي والشماتة  ونشر ثقافة المواطنة وجعلها الأساس لان سكين الإرهاب لا تميز بين الرقاب.

 

“وقل للشامتين بنا أفيقوا …… سيلقى الشامتون كما لقينا”

 

السبت 23 – 8 – 2104

Hassan.a.alkhafaji@gmail.com

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi