رسالة الى مقاتل أيزيدي
زهير كاظم عبود
دقق في وجوه العابرين الذين اقتلعوا من بيوتهم وأقرأ على وجوههم التراب والخوف والأمل ، واحمل سلاحك فما بعد يجدي ان تنتظر ، اهلك وشرفك ومستقبلك رهن برصاص بندقيتك وبإصرارك على مقاتلة بهائم ضررها ليس عليكم وحدكم ، انما خطرها في عموم الأرض فداعش آفة من آفات العصر مهما كانت صناعتها وراعيها فأنت معني بسحقها ، احمل رشاشك وضع ملحا في عينيك ، فأنت حارس البيوت الفقيرة والأزقة المتعبة والقرى التي اهملتها كل حكومات العراق ، برهن للدنيا انك تقاتل بأسنانك وطهر الأرض منهم ، لاتكترث للمعادلة فأنت معني باستعادة ارضك وشرف اهلك ، دمك او روحك مقابل هذا التاريخ البهي الذي كتب لنمر بن سيمو قبلك حين واجه ثلة من الفرسان يقودهم قائد مدجج بالسلاح ، صولة من النزال حتى خارت قواهم ولم يتوقف نمر بن سيمو حتى نقش واقعته وأسمه في كتب التاريخ ، وبقيت حقيقته وشجاعته تشع بالرغم من التستر على الواقعة .
ضع اصبعك على الزناد فما عاد أحد يدافع عنك ، ولا أحدا يقف معك لم تبق سوى رجولتك ، وانتي ايتها الأيزيدية الرائعة ضعي رشاشك فوق كتفك وأحملي قدرك وسجلي اسمك مع المقاتلين فرصاصك مؤثر ، لم يكن لكم خيار في تخليص اهلكم من هجرة لم تكن في البال ، وهروب دون سلاح ، ولجوء دون سبب .
كن انت الجواب الحاسم ، بعشيقة وبحزاني وسنجار وكل القرى بانتظار أن تتوضأ بوجهك ، وان تتطهر برصاصك ، مهما كان حزبك أوفكرك فأنت ايزيدي عليك ان تتحمل عبء ما صار بالأهل والجيران ، وارسم لنا معاني الشجاعة والبسالة ، اعد لنا البسمة في وجوه من فقدوا احبتهم فقد غمرتنا الأحزان ، اقلب عاليهم سافلهم فكلهم من السفلة وشذاذ الآفاق ، وثق بأن من لادين له ولا ضمير ولا أهل ولا أرض يقف عليها سيكون امامك لن يجد له جحرا يختفي فيه من سخط الشجعان وملاحقة الفرسان .
جسد لهم معاني الرجولة ومواقف النسوة والفتيات الحلوات اللواتي رفعن السلاح وعاضدن المقاتلين ، كن امينا على كل دماء الشهداء والمذبوحين من الأبرياء ، وكن امينا على دموع الأطفال والثكالى من النساء ، كن أمينا على كل المدفونين في تراب الجبل والكهوف المنسية ، وكن أمينا على كل حرة اغتصبت أو سبيت فأنت ايزيدي وستفخر بك أرضك ، ولن يخيفك الموت اليوم بعد ان صار قريبا منكم .
أنت تقف فوق ارضك ويكللك التاريخ وتشاهدك كل قبور الأولياء فارفع سلاحك عاليا وعزز رصاصاتك فليس غيرها منقذكم من داعش وكل الأشرار ، لا تترك لهم فرصة ، وأقحم فلن تخسر شيئا فأنت ابن قوم ما كان لهم سوء على غيرهم ابدا ، وسجل صفحة من تاريخ يرد على فرمان غادر جديد .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
لاشيء أعظم ولاأشرف من أن تقاتل والحق إلى جانبك.فمن رامه فليفعل.