مارس 28, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

حسن قوال رشيد: على ضوء الأحداث الأخيرة : البارزاني يواصل حمايته للإيزيدية

على ضوء الأحداث الأخيرة : البارزاني يواصل حمايته للإيزيدية

حسن قوال رشيد

ما يظهر كلياً للمتابع عن الشأن السياسي والأمني العراقي لا سيما بعد سيطرة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق ، وفي مشهد تآمري متداول ساهم في رسمه أطراف إقليمية ومحلية متعاونة لم يكلف على إثرها مسلحو هذا التنظيم من دخولها سوى بضعة ساعاتٍ دراماتيكية ماثلت عملية التدويل السلمية بين أي طرفين .. إمتدت أهداف هذه العناصر الدموية في الأونة الأخيرة الى أبعد من ذلك عندما أقدمت في محاولاتها الظاهرة شيئاً فشيئاً الى تفكيك البنية التأريخية والوحدة الشعبية بين أبناء الوطن من المكونات الرئيسية والصغيرة .
وإذا كان تحقيق الهدف الأكبر المتمثل في تدمير قاعدة الحضارة الإنسانية الأولى وأصالة شعب هذه الأرض العريقة هي أسمى ما تبغي إليها هذه الجماعات ، فإن المتابع الإعلامي وحتى الشاهد على أرض الواقع يقف عند علامات مريبة في حال إستمرار عناصر هذا التنظيم بمد شرهم الى أبعد من ذلك .. لاسيما بعد أن وضحت للجميع عن فشل التوازنات الأمنية بين القوات التي يفترض بها أن تكون عقائدية في الدفاع عن قضية الوطن من القادمين خارج حدوده أصحاب الأفكار السلفية المقيتة الذين هتكوا وسفكوا كل ما يتصل بالعرف الإنساني .
ما جرى في الموصل لم يكن بمعزل عن المخططات الإقليمية المشار إليها لتدمير العراق ، وما جرى كشف أيضاً عن مواقف قيادات العملية السياسية طوال السنوات السابقة في مراحل إدارة البلد ، هذا البلد الذي نشأ منه وعلى أرضه فئات مختلفة لم تعرف يوماً بوادر التفرقة لا على أساسه الديني ولا حتى المذهبي . الإيزيدية بأبنائها في خضم هذه الظروف العصيبة كانت هي الأخرى ضحية عراقتها وقيمها الإنسانية وإن كانت الى هذه اللحظة بجزئها اليسير ، إلاّ إن هذا الأمر خصوصاً بعد ترحيل إحدى أقدم مكونات الشعب وهدم كنائسها وكذلك مراقد الأئمة والأنبياء إزداد في الحذر من خطورتها بعد إزدياد التحرشات المسلحة الأخيرة على أطراف مدينة سنجار الآمنة ، وفي سابقة تشير الى دناءة الهدف الإرهابي القادم نحو أهلها الآمنين المسالمين . لا يمكن في هذه الأثناء وعلى الإطلاق من تغافل المرحلة الحرجة التي تمر على الإيزيدية ، كما لا يمكن أيضاً تجاهل دور قوات البيشمركه المرابطة والمتواجدة وسط هذه الأحداث . سيناريوهات المشاهد الأخيرة أفرزت لأبناء المكون الإيزيدي عن حقيقة ثابتة حيال روابط الشراكة ووحدة المصير مع إخوته في القضية والقومية ، وإن المناطق الإيزيدية التي لطالما كانت في حسابات الرئيس مسعود بارزاني خطاً أحمراً لا يقبل الدنـو منها بسوء ظهرت على الواقع عملياً عندما تكاثفت التعزيزات والتأكيدات في حمايتها من إمكانية التعرض الى تهديد عناصر هذا التنظيم . الإيزيدية التي طالما كانت دورها رائداً في رفــد القضية الكردية سابقاً بالعطاء والطاقات والكفاح المشترك ، تأتي اليوم مجدداً الى ساحة العهد في إتخاذ الجبهة الكردية ورئيسها سنداً بالصمود إزاء كل المحاولات الدنيئة التي تقف عند أعتاب التعرض لها .. وإن مسيرة الدفاع المشتركة التي إستلهمت من دروس الماضي باتت تفرض نفسها بين الأجيال الحالية في جميع المحافل على إن أبنائها هم في عداد المساواة عند حلول الصعاب والأخطار ، وإن القوات المسلحة التي حملت إسماً مقدساً هو ” البيشمركه ” على طول تأريخها تدرك تماماً حجم المخطط الكبير الذي تحمله عناصر الشر والطغيان من الإرهابيين تجاه العراق وشعبه وتأريخه .. وتثبت للجميع صعوبة تدارك مواقعها في القادم من الأيام إنطلاقاً من عقيدته القتالية بالدفاع عن القضية والأهل والأرض ومن ثم المكتسبات . ــ ما جرى في الموصل كان هولاً عظيماً كشف الستار عن زيف إدعاءات ومحاولات المتربصين للوقوع بين فئات شعب كردستان ، ومناسبةً أخرى يشير إليها الرئيس بحماية هذه الفئات عند مستوى واحد من المسؤلية والكفاءة . ــ ما جرى في الموصل لم يستثني أحداً من بطش القتلة أعداء الإنسانية ، ولم يستثني الرئيس في مساواته بين الكردي .. الإيزيدي .. التركماني .. الشبكي والمسيحي في مرحلة دفاعه القادمة ما زالوا شعباً حملتهم الأرض عبر قرونها الطويلة . ــ ما جرى في الموصل قد يحمل الكثير ، ومنا أهمية المزيد من الإلتفاتة الى قيادتنا الحكيمة والشجاعة في الدفاع عن القيم الإنسانية والأصالة والتأريخ ومعها مسيرة الأنبياء والأولياء التي حملت وزرعت بيننا المحبة والسلام . ــ ما جرى كشف الستار مرةً أخرى عن صلابة موقف الرئيس في حماية الإيزيدية من خطر الزوال ، وحماية إرثها ومقدساتها من دنس الكافرين . ــ وما جرى يلزم الداعين بأمر الإيزيدية في تدوين هذه المواقف التأريخية المسؤولة في ذاكرة الأجيال القادمة على دور الرئيس أولاً ، ومن ثم تدبير شؤونها الداخلية لمواجهة متغيرات المرحلة القادمة التي حتماً ستكون مليئةً بالأحداث والمواقف المتباينة . دعواتنا أن يشهد أبناء الشعب بجميع فئاته وأطيافه الأمن والإستقرار والإزدهار ، وأن تندحر قوى الظلام القادمة بأهدافها الدنيئة من خارج الحدود .. وأن تنتصر إرادة الخير والشعب الآمن على الشر والتخريب والدمار .

 

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi