أبريل 16, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

“دولة الخلافة” تمضي للتحول لعملاق اقتصادي وقد تشتري أسهما في “نايمكس”

“دولة الخلافة” تمضي للتحول لعملاق اقتصادي وقد تشتري أسهما في “نايمكس”
شفق نيوز/ استولى مسلحو “الدولة الاسلامية” المعروفين باسم داعش على أربعة حقول نفطية صغيرة عندما اجتاحوا شمال العراق الشهر الماضي وأصبحوا الان يبيعون النفط الخام والبنزين لتمويل “دولة الخلافة” الجديدة.

بالقرب من مدينة الموصل الشمالية استولى المسلحون على حقلي نجمة والقيارة وإلى الجنوب بالقرب من تكريت سيطر مقاتلوها أيضا على حقلي حمرين وعجيل خلال هجومهم الذي اجتاحوا فيه شمال العراق على مدى يومين في منتصف حزيران الماضي.

وحقول النفط التي سيطر عليها تنظيم داعش متواضعة إذا ما قورنت بحقول النفط العراقية العملاقة قرب كركوك والبصرة والتي تخضع لسيطرة الكورد والحكومة الاتحادية على الترتيب.

وأغلب الحقول النفطية الواقعة في الاراضي التي يسيطر عليها داعش مغلقة ولا يتم ضخ النفط منها ويقدر مسؤول تركي أن عددها نحو 80 حقلا.

لكن احتكار الوقود في تلك المناطق التي استولى عليها التنظيم يمنحه ميزة على الفصائل السنية المسلحة الأخرى التي قد تشكل تهديدا لهيمنته على الأمور في شمال العراق.

ويقول مسؤولون عراقيون، بحسب تقرير لرويترز اطلعت عليه “شفق نيوز” إن جماعة داعش نقلت نفطا من القيارة في الأسابيع الأخيرة لتكريره في وحدات متنقلة في سوريا لإنتاج السولار والبنزين بجودة منخفضة ثم إعادة المنتجات لبيعها في الموصل التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.

وأضاف المسؤولون أن كميات أكبر من النفط الخام بعضها من حقل النجمة تباع أيضا عن طريق مهربين إلى تجار أتراك بأسعار مخفضة للغاية تبلغ نحو 25 دولارا للبرميل.

وقال هشام البريفكاني رئيس لجنة الطاقة في المجلس المحلي لمدينة الموصل “تأكدنا من تقارير تظهر أن الدولة الاسلامية تشحن النفط الخام من حقل نجمة النفطي في الموصل إلى سوريا لتهريبه إلى إحدى الدول المجاورة لسوريا”.

وأضاف “الدولة الاسلامية تحقق أرباحا بملايين الدولارات مع هذه التجارة غير المشروعة”.

وقال مالك محطة بنزين في الموصل إن محطات البنزين في المدينة تبيع الان الوقود الذي يورده لها تجار يعملون مع تنظيم داعش الذي يتقاضى دولارا أو دولارا ونصف للتر حسب جودة الوقود بزيادة كبيرة عن الاسعار التي كانت سارية من قبل.

وأضاف “الوقود ينقل من سوريا… والسعر ثلاثة أمثال السعر السابق لكن على السائقين شراءه بسبب توقف الوقود الذي تدعمه الحكومة”.

وقال البريفكاني إن جماعة داعش هي الطرف الوحيد المسؤول عن الواردات من سوريا حيث تسيطر على حقول في محافظة دير الزور. وتابع “يستخدمون جانبا منه لعرباتهم ويبيعون الباقي لتجارهم في الموصل”.

وكانت شركة سونانجول المملوكة للدولة في أنجولا تتولى إدارة حقلي نجمة والقيارة لكنها انسحبت في العام الماضي مستندة لأسباب قاهرة مع ارتفاع تكاليف التطوير والمخاوف الأمنية بسبب المتشددين في المنطقة.

وكان حقل القيارة الذي تقدر احتياطياته بنحو 800 مليون برميل ينتج 7000 برميل يوميا من الخام الثقيل قبل أن يستولي تنظيم داعش عليه وعلى مصفاة قريبة طاقتها 16 ألف برميل في اليوم.

وتوقفت مصفاة القيارة ومصفاة أخرى قريبة منها في كسك شمال غربي الموصل عن العمل بعد أن هرب العاملون بهما.

لكن النفط ظل يتدفق من حقل القيارة نفسه بعد أن طلب المتشددون من الموظفين العراقيين البقاء في مراكزهم ووعدوا بحمايتهم مثلما فعلوا في أغلب المنشآت النفطية من أجل الحفاظ على الانتاج.

وأشار مسؤول عراقي كمثال إلى المعركة من أجل السيطرة على مصفاة بيجي في الشمال وهي أكبر مصافي تكرير النفط في العراق حيث يحاول مسلحو داعش وغيرهم السيطرة على الموقع منذ منتصف حزيران دون إلحاق أي ضرر بالمنشآت.

وقال مهندس يعمل في القيارة مشترطا عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام منه إن تنظيم داعش “يحرص على الحفاظ على سلامة منشآت الطاقة داخل القيارة. لم ندرك لماذا لم يدمروا المنشآت. لكن بعد أسبوع بدأوا يملأون الشاحنات بخام القيارة. كانوا يخططون من البداية للتربح من الحقل”.

وقالت مصادر حكومية عراقية إن من الصعب تقدير حجم الأموال التي يحققها التنظيم من بيع النفط الخام أو المنتجات المكررة في سوريا لان عدد الشاحنات يتباين من يوم لآخر.

وقال متعامل وصاحب شركة شحن في الموصل إنه يشتري 250 برميلا من النفط الخام من المتشددين بمبلغ ستة الاف دولار.

وأضاف “الخطوة التالية تتوقف على مهارتنا في التعامل مع التجار الأتراك”.

وكمصدر آخر للدخل يفرض تنظيم داعش ضرائب على كل المركبات والشاحنات التي تنقل البضائع إلى الموصل بواقع 400 دولار للشاحنة الكبيرة و100 دولار للشاحنة الصغيرة و50 دولارا لسيارات الركوب إذا كانت تحمل بضائع.

وقال أحمد يونس الخبير العراقي في الجماعات المسلحة إن الاسلاميين يقيمون دولة اقتصادية بناء على الموارد المتزايدة والبنية التحتية المتاحة لهم.

وأضاف أنه بالنظر إلى امتداد “الدولة الاسلامية” عبر الحدود العراقية السورية وسيطرتها على حقول نفطية وتزايد نشاطها الاقتصادي فإنها “ستتحول إلى عملاق اقتصادي لديه أصول بمليارات الدولارات”.

وقال يونس “في المستقبل هل ستشتري أسهما في نايمكس؟ كل شيء ممكن”.

إلى الجنوب يسيطر مسلحو داعش على حقلين آخرين شرقي تكريت مسقط رأس صدام حسين.

أحدهما وهو حقل عجيل ينتج 25 ألف برميل في اليوم من النفط الخام كانت تنقل إلى مصفاة كركوك و150 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا تضخ إلى محطة كركوك للكهرباء التي تسيطر عليها الحكومة.

ومازال يجري ضخ الغاز رغم انخفاض حجم الانتاج اليومي إلى 100 مليون قدم مكعبة ويفسر خبراء الطاقة ذلك بأن محطة كهرباء كركوك تزود مدنا كثيرة في المنطقة بالكهرباء ولأن المتشددين يريدون أن يتحاشوا أزمة في الطاقة.

وقال مهندس في الموقع إن المتشددين ينقلون كميات صغيرة فقط من النفط من عجيل بسبب مخاوف من أن تؤدي أساليب الاستخراج البدائية إلى اشتعال الغاز.

أما الحقل الآخر الذي استولت عليه داعش فهو حقل حمرين الذي تتراوح طاقته الانتاجية بين خمسة آلاف وستة آلاف برميل يوميا من خمسة آبار نفطية عاملة.

وقال موظف بوزارة النفط يعمل في الحقل “أحضر المتشددون فنيين من خارج تكريت للتعامل مع الخام من حمرين وبدأوا يحفرون حفرا وسحبوا النفط من الابار باستخدام مضخات ري صغيرة”.

وقال مسؤول أمني عراقي إن “شاحنات تستخدم لتهريب النفط الخام من عجيل وحمرين إلى اقليم كوردستان وإلى ايران”.

لكنه أضاف أن قوات الأمن الوطني العراقية بالإضافة إلى قوات البيشمركة بدأت تعمل على وقف هذه التجارة في 12 تموز الجاري. واستخدم الجيش طائرات الهليكوبتر لقصف الشاحنات المتجهة شرقا من تكريت بينما استولت قوات الأمن الكوردية على الشاحنات التي تحمل نفطا مهربا عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها.

وقال صباح نوري المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب “تمكنا من تدمير أكثر من 50 شاحنة من 12 تموز. ضرباتنا بطائرات الهليكوبتر أثرت على عملية التهريب بشدة وقطعت مصدرا حيويا لتمويل الارهابيين”.

وقدر مستشار بوزارة النفط أن جماعة داعش حققت نحو عشرة ملايين دولار بواقع ما يقرب من مليون دولار يوميا في الاسبوعين الأولين من تموز قبل وقف هذه العملية.

وقال رئيس بلدية طوز خرماتو الواقعة على الطريق بين تكريت وإقليم كوردستان وايران إن مسار التهريب أغلق قبل عشرة أيام.

وأضاف “قبل ذلك كان ما يتراوح بين 30 و60 شاحنة تدخل المنطقة الكوردية لكن الان نستطيع أن نقول إن الرقم صفر”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi